روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات نفسية | الخوف من الموت ... أصابني الخوف من الجن ومن الموت، ما نصيحتكم؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات نفسية > الخوف من الموت ... أصابني الخوف من الجن ومن الموت، ما نصيحتكم؟


  الخوف من الموت ... أصابني الخوف من الجن ومن الموت، ما نصيحتكم؟
     عدد مرات المشاهدة: 4600        عدد مرات الإرسال: 0

الســـؤال:

السلام عليكم

أنا عمري 20 سنة، غير متزوجة، أعاني من الخوف من الجن والموت، صار لي أكثر من 4 أشهر على هذه الحالة!

بدأت حالتي عندما كنت أطلع على أحد المقاطع باليوتيوب عن امرأة تريد أن تفسر حلمها، وأصبحت ملبوسة بالجن، وبعدها بيوم شاهدت بالتلفاز عن شيخ يقول طريقة معرفة الشخص المتلبس بالجن والمسحور، بعدها أصبح الخوف الشديد والذعر، ومن كثرة خوفي أصبح عندي ترجيع -تقيؤ- لمدة 11 يوماً، ذهبت للطبيب وعملت الفحوصات اللازمة -ولله الحمد- كل شيء جيد، وخلال 11 يوماً كنت أذهب للشيخ ليرقيني بالقرآن، وقال لي إني سليمة، وهذا مجرد وسواس، ومن بعدها خف هذا الخوف، لا أذكر المدة!

بعدها رجع هذا الخوف، لدرجة أني لا أنام الليل، وأخاف، وضربات قلبي سريعة، وأحس بخمول بقدمي، وتحرك لا إرادي لأعضاء جسمي، لدرجة أني أفكر أني ملبوسة من الجن، ولكن أتعوذ من الشيطان، وأقرأ المعوذتين، وأفتح سورة البقرة، وأخاف أن أصبح مجنونة!

هذه الحالة كانت تصاحبني 11 يوماً الأولى، وذهبت مثلما قلت، ولكن رجعت، عملت كل شيء لهذا الخوف، أقرأ المعوذتين، وأذكار النوم، وأصلي الصلوات، وأتعوذ من الشيطان، وكذلك أفتح سورة البقرة قبل النوم إلى أن أنام ولا زال الخوف يراودني حتى وأنا أتكلم مع الناس يراودني الخوف، وأحاول نسيانه، وكذلك إذا ذهبت لأي مكان تأتيني المخاوف وأحاول أنساها، وأصبحت أخاف من أتفه الأمور، لدرجة أني لا أحب الصراخ أو الصوت العالي.

مع العلم أنني لا أستطيع الذهاب للطبيب النفسي بسبب رفض الأهل لذهابي إليه.

أرجوكم ساعدوني، فأنا تعبت من الحال هذا!

الإجابــة:

1= الشيخ موافي عزب مستشار الشؤون الأسرية والتربوية:

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخت الفاضلة:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

إنه ليسرنا أن نرحب بك، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يشفيك من هذه المخاوف والوساوس، وأن يمنّ عليك بالسلامة والصحة والعافية، وأن يجعلك من الصالحات القانتات المتميزات، وأن يكرمك بزوج صالح يكون عونًا لك على طاعته ورضاه، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك -إبنتي الكريمة الفاضلة- فإن الإنسان منا قد لا يعرف قدراته وإمكاناته إلا عندما يتعرض لأزمة أو مشكلة، ولذلك يبدو أن نفسك من النوع الحساس الذي يتأثر للكلام حول الجن والسحر والمس والحسد، وما أن شاهدت هذه المقاطع إلا وتأثرت نفسيتك بها، فأحيانًا الواحد منا قد لا يكتشف نقطة ضعفه إلا عندما يقع في مشكلة، فيبدو أنك- كما ذكرت لك- من النوع الذي لا يتحمل مثل هذه الأفكار ولا هذه الحقائق أو الوقائع، وما أن شاهدت هذه المناظر إلا وتأثرت بها وأصبحت متوهمة أنك قد أصابك مثل هذه الأشياء، ثم كانت إستجابة نفسك لهذه الأشياء قوية، فإعتراك الخوف، وإعتراك الرعب والفزع والهلع، وأصبحت تظنين أنك ممسوسة، وبدأت تعانين من مشاكل وإضطرابات في حياتك، كل ذلك نظرًا لحساسيتك تجاه هذه الأشياء، ولأنك لم تكوني تتوقعين أن تكوني بهذا الضعف وعدم القدرة على المقاومة.

ولذا فإني أنصحك بداية أن تتوقفي عن مشاهدة مثل هذه الأشياء، وألا تشغلي بالك بها أصلاً، لأنك كلما حاولت أن تتعمقي في معرفة حقيقة هذا الأمر كلما زادت هذه الحالة عندك، وكلما تأثر ظروفك وتحولت من سيئ إلى الأسوأ، لأن نفسيتك يبدو -كما ذكرت- أنها من النوع الذي يتأثر بمثل هذه الأشياء، فهناك إنسان لو سمع قصة عن الجن لا يستطيع أن ينام الليل كله، ويتوقع أنه قد أُصيب، ثم يُصبح فيجد نفسه قد تغيرت لديه بعض الأشياء فيقول هو هو، أي -إني قد إعتدى عليَّ الجني وأصبحت ملبوسًا- وقد يكون هذا مجرد وهم نفسي لا أساس له من الصحة، ولكن مع رغبة الإنسان وإستعداده الداخلي لقبول هذه الأشياء تتعمق لديه هذه الأشياء ويُصاب بحالة أشبه ما تكون بالمس وهو في الواقع ليس مسًّا.

ولكن يبدو من حالتك أن الأمر أصبح حقيقةً، ولذلك:

أولا: إنما هو الإقلاع والتوقف نهائيًا عن مشاهدة أو مطالعة أو القراءة حول هذه الأشياء، لأنك من النوع الضعيف أمام هذه المعلومات.

ثانيًا: عليك -بارك الله فيك- بالرقية الشرعية، وهي ضرورة حتمية أن تعرضي نفسك على أخ متخصص، شريطة أن يكون صاحب عقيدة صحيحة، وأن يتعامل مع هذه الحالات بطريقة بعيدة عن الأشياء الغير مشروعة، لأن بعض الرقاة قد يقرأ بعض آيات من القرآن الكريم في الظاهر، ولكنه قد يكون مستعينًا بجنٍ من الجان يساعده في أموره، وقد يستعمل بعض الأشياء أيضًا من الخرافات أو البدع أو الطرق الشركية التي لا تعلمين أنت عنها شيئًا.

فعليك بإختيار راقٍ متميز صاحب عقيدة صحيحة، ويعالج بالقرآن والسنة فقط ولا يتمتم تمتمات لا نعرفها، فهذا ضروري.

ثم إني أنصحك أيضًا كذلك بالذهاب إلى أخصائي نفساني، ضرورة، أو أقترح بالموقع هنا عرض إستشارتك على أخصائي نفساني من إخواننا الكبار، لعله يستطيع أن يصف لك وصفة تتمكنين بها من مقاومة هذا الخوف الذي يُسيطر عليك.

أحمدُ الله تعالى أنك -ولله الحمد والمنة- عرفت الطريق لعلاج نفسك، فأنت تحافظين على الصلاة وتحافظين على الأذكار، خاصة الاستعاذات التي وردت، وقراءة الآيات المتعلقة بالعلاج، وهذه لو لم تكوني قد قمت بها لكانت حالتك أسوأ جدًّا، فالحمد لله أن الله شرح صدرك لممارسة علاج نفسك بنفسك، وهذا قد خفف عنك كثيرًا، فلو لم تكوني كذلك صدقيني لكان الأمر أسوأ، ولكن عليك بالمواظبة والإستمرار، والإجتهاد في أذكار الصباح والمساء، والإجتهاد في أن تكوني على طهارة معظم الوقت، والإكثار من الإستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والإكثار من قراءة آية الكرسي، وكذلك الإكثار من الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام بنية الشفاء، ومحاولة مطاردة الأفكار التي ترد إلى رأسك، بمعنى أنه عندما تأتيك فكرة بأن فيك كذا وعليك كذا وأن هذا مس أو حسد، حاولي أن تطاردي هذه الفكرة وأن تشتتيها، بأن تشغلي نفسك، أول ما تشعرين بأنك بدأت تفكرين في هذا الموضوع أو بدأ يدخل إلى ذاكرتك حاولي أن تغيري واقعك، فإذا كنت وحدك فإخرجي من الغرفة، وإذا كنت نائمة فقومي، وإذا كنت جالسة فتحركي، وحاولي أن تتكلمي مع أحد من أقاربك أو النظر من النافذة أو مطالعة كتاب أو غير ذلك من الأمور التي تُشتت هذه الأفكار، حتى لا تستقر في رأسك.

وعليك -بارك الله فيك- كما ذكرتُ وهذا أهم شيء، بعد الاستعاذة بالله تبارك والاستعانة به في عرض نفسك على راقي، وكم أتمنى أيضًا أن يشرح الله صدرك لأخصائي نفساني، حتى يُذهب عنك هذه المخاوف، وإن شاء الله تعالى حالتك في طريقها إلى الصحة والتحسن بإذن الله تعالى ولن تعاني طويلاً، لأن قضية العلاج بالقرآن قضية سهلة وهي أيسر من العلاج الدوائي، وكما لا يخفى عليك بأن الرقية الشرعية مجموعة آيات من كتاب الله سبحانه وتعالى ومجموعة أحاديث، وهي يقينًا إذا لم تنفع فهي قطعًا لن تضر.

اطلبي الدعاء لنفسك وبشدة، وكذلك اطلبي الدعاء من والديك، وأبشري بفرج من الله قريب، وإني لأدعو الله أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يمتعك بالصحة والعافية، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.

2= إجابة الدكتور محمد عبدالعليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان:

أولاً: أؤكد لك أن هذا النوع من الخوف هو خوف مؤقت إن شاء الله تعالى وعابر، حيث إن سببه واضح، وهي المشاهدات التي قمت بها في اليوتيوب، والخوف أصلاً مكتسب، والخوف يكون متأصلاً لدى بعض الناس بصورة زائدة ومكثفة، ويظهر على السطح حين تكون هنالك روابط أو مثيرات، ففي حالتك أُثير هذا الخوف من المشاهدات المريعة التي شاهدتها، وهذا الخوف يجب أن يُفكك، بمعنى أن ترجعي إلى نفسك وتقولي: لماذا أخاف؟ هذه المواد توضع على اليوتيوب، وكثير من الناس يشاهدونها ولا يخافون، وليس من الضروري ما بها حقيقةً، وهو أمر بعيد عني تمامًا، لماذا أقع تحت طائلة تأثيره، وهكذا يجب أن تُجري حوارًا مع نفسك لتفكيك وتقزيم هذا الخوف، لقد أتتك فكرة مرعبة وقبلتها، وهذه هي الإشكالية، إذن العلاج في تفكيك الفكرة ورفضها.

والأمر الآخر: إعلمي أن الزمن كفيل جدًّا بحل مثل هذه الصعوبات النفسية التي نعتبرها عابرة ومؤقتة، وعليك أن تصرفي إنتباهك تمامًا عن هذا الأمر، وعليك بالطبع أن تمارسي تمارين الإسترخاء، فهي مفيدة جدًّا، وموقعنا لديه إستشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجعي إليها وتسترشدي بما فيها من إرشادات جيدة ومفيدة.

النقطة الأخرى في العلاج هي أنك ربما تحتاجين علاجًا دوائيًا بسيطًا لمدة شهر أو شهرين، لكن بما أن أهلك قد رفضوا الذهاب إلى طبيب النفسي فقطعًا لن يكون هنالك قبول من جانبهم لإستعمال الأدوية، فعلى ضوء ذلك الجئي فقط إلى التغييرات الفكرية، ورفض وتفكيك فكرة هذا الخوف، وإصرفي حياتك فيما هو أفضل وأحسن، وأرجو أن تأخذي بكل ما ذكره لك الشيخ موافي عزب حفظه الله تعالى.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

د. محمد عبد العليم و الشيخ. موافي عزب.

المصدر: موقع إسلام ويب.